أكد المحامي محمود شاهين، رئيس اللجنة الشعبية في مدينة سخنين، أنّ ظاهرة العنف والجريمة التي تشهدها المدينة ليست حالة طارئة، بل نتيجة "مسار طويل من التراكمات والإخفاقات"، مشددًا على ضرورة العودة إلى القيم المجتمعية الجامعة وإحياء لغة الحوار.
محمود شاهين: العنف نتاج تقصير مجتمعي وغياب الردع الرسمي
استوديو المساء مع شيرين يونس
07:59
وقال شاهين في حديث لراديو الناس: "هناك فرق كبير بين سخنين اليوم وسخنين قبل سنوات. ما نعيشه اليوم هو سيرورة طويلة بدأت منذ سنوات، حيث فُقدت السيطرة التربوية في بعض البيوت، وظهرت ثغرات في دور المدارس في مجال التربية رغم جهودها الكبيرة في التعليم، إلى جانب تراجع منظومة القيم المجتمعية التي كانت تشكل حصانة لمجتمعنا."
وأوضح أنّ غياب الردع من قبل الشرطة يزيد من تفاقم الظاهرة، معتبرًا أنّ "الجهاز الشرطي ليس سوى ذراع للحكومة التي تفتقر إلى خطة جدية لمكافحة العنف والجريمة، ناهيك عن الخطاب العنصري لبعض المسؤولين الذين لا يكترثون لما يحدث في المجتمع العربي."
هيئة إصلاح محلية
وأضاف شاهين أنّ اللجنة الشعبية في سخنين بادرت إلى تشكيل هيئة إصلاح محلية تضم مختلف أقطاب المدينة، بهدف معالجة القضايا من جذورها قبل تفاقمها، قائلاً: "المشكلة تبدأ صغيرة، لكن إذا لم تعالج فورًا تتطور وتتعقد. نحن نسعى إلى إعادة لغة الحوار داخل العائلة والمجتمع، لأن غياب الحوار أدى إلى تفاقم الخلافات، وصولًا إلى ارتفاع نسبة الطلاق في مجتمعنا إلى نحو 33%."
وحول دور البلدية، أوضح أنّها تقوم بجهود محدودة لكنها غير كافية، داعيًا إلى تعاون أوثق بين السلطة المحلية واللجان الشعبية: "لا بد أن نراجع أنفسنا ونعترف بالتقصير. الاعتراف بالتقصير خطوة أساسية نحو تصحيح المسار."
وأشار شاهين إلى أنّ مؤتمرًا عقد مؤخرًا في سخنين لمكافحة العنف والجريمة خلص إلى توصيات مهمة، لكنه شدد على أنّ "التوصيات وحدها لا تكفي، بل يجب أن تُترجم إلى تطبيق فعلي في المدارس، داخل العائلات، وعلى المستوى المجتمعي العام، وإلا فسوف نفقد الفرصة لمعالجة هذه الآفة."
واختتم رئيس اللجنة الشعبية حديثه بالتشديد على أنّ استعادة القيم المجتمعية والتكاتف بين الأهالي والبلديات، إلى جانب الضغط من أجل خطة رسمية شاملة، هي الطريق الوحيد لإنقاذ المجتمع من الانزلاق نحو مزيد من العنف.