الجيش الاسرائيلي يقتحم سفينة ضمن أسطول الصمود
تتوالى ردود الفعل الدولية المنددة باعتراض قوات الجيش الإسرائيلي لأسطول الصمود العالمي، المتجه إلى قطاع غزة، ويقول منظموه إنهم يريدون كسر الحصار عن غزة وإيصال المساعدات لهم
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، اليوم الخميس، الهجوم الإسرائيلي على أسطول الصمود العالمي، ووصفت ما جرى بأنه "انتهاك أخلاقي وقانوني للقانون الدولي والأعراف الدولية، بما في ذلك اتفاقية قانون البحار"، مؤكدة أن إسرائيل "لا سلطة لها على المياه الإقليمية الفلسطينية أو على المياه الدولية".
حماس: "عمل إجرامي"
بدورها، أعربت حركة حماس عن دعمها لنشطاء الأسطول، واعتبرت اعتراض البحرية الإسرائيلية "عملاً إجراميًا يجب أن يدان من جميع أحرار العالم"، مشيدة بـ"شجاعة النشطاء وإصرارهم على كسر الحصار عن قطاع غزة"، ودعت إلى تنظيم فعاليات شعبية احتجاجية على هذا الاعتداء.
حملة في اليونان: أعمال قرصنة متكررة
مظاهرات في إسبانيا بعد احتجاز سفن أسطول الصمود لكسر الحصار عن غزة
من جانبها، أكدت حملة "مسيرة إلى غزة – اليونان" المشاركة في الأسطول أن أعمال القرصنة المتكررة "تنتهك القانون الدولي وقانون البحار"، محملة الحكومة اليونانية مسؤولية حماية المشاركين اليونانيين على متن القوارب.
أما على المستوى الدولي، فقد أعربت أستراليا عن "استعدادها لتقديم المساعدة القنصلية لمواطنيها المحتجزين"، ودعت جميع الأطراف إلى احترام القانون الدولي وضمان معاملة المشاركين معاملة إنسانية. في حين أكدت وزارة الخارجية الألمانية أنها على تواصل مع الحكومة الإسرائيلية، مطالبة بضمان حماية المشاركين الألمان على الأسطول، مشيرة إلى أن السفارة الألمانية في إسرائيل تسعى للتواصل معهم.
جنوب إفريقيا: "جريمة خطيرة"
ناشط من أسطول الصمود: "نحن نحمل حليب أطفال وأدوية في مهمة إنسانية"
ووصف رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامابوسا، ما جرى بأنه "جريمة خطيرة" بحق التضامن العالمي الرامي إلى تخفيف معاناة الفلسطينيين، مطالبًا بالإفراج الفوري عن مواطني بلاده ومن بينهم نكوسي زويليفيليل مانديلا، حفيد الزعيم نيلسون مانديلا.
وفي ماليزيا، أكد رئيس الوزراء أنور إبراهيم أن 23 ماليزياً كانوا على متن الأسطول، مشيرًا إلى أنه سيطلب دعم قادة الشرق الأوسط وحلفاء دوليين، بمن فيهم وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، لضمان إطلاق سراحهم.
"قلق بالغ" في بريطانيا
أما وزارة الخارجية البريطانية، فقد أعربت عن "قلق بالغ" إزاء اعتراض الأسطول، وأوضحت أنها على تواصل مع عائلات عدد من المشاركين البريطانيين، مشددة على ضرورة إيصال المساعدات بأمان إلى غزة عبر المنظمات الإنسانية.
من جهتها، اعتبرت وزارة الخارجية التركية أن الهجوم الإسرائيلي يمثل "عملاً إرهابياً" يهدد حياة مدنيين أبرياء، بينما أمر الرئيس الكولومبي غوستابو بيترو بطرد كامل الوفد الدبلوماسي الإسرائيلي من بلاده، بعد احتجاز اثنين من مواطنيه، واصفًا ما جرى بأنه "جريمة دولية جديدة".
وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قد زعمت أن عدة سفن "أوقفت بأمان" وأن ركابها نُقلوا إلى ميناء إسرائيلي.
وأثار اعتراض الأسطول موجة غضب شعبي تُرجمت بمظاهرات حاشدة في عدد من المدن والعواصم العالمية، بينها روما ونابولي وميلانو وبروكسل وباريس وبرلين، إضافة إلى مدينة إسطنبول التركية.
إسرائيل: "لم يتمكن الأسطول من كسر الحصار"
وفي الجانب الإسرائيلي، قالت وزارة الخارجية في بيان لها "إن أيا من السفن المشاركة في الأسطول لم يتمكن من كسر الحصار" المفروض على القطاع. وجاء في بيان لوزارة الخارجية "لم ينجح أي من يخوت الاستفزاز التابعة لحماس–الصمود في محاولته دخول منطقة قتال نشطة أو كسر الحصار البحري القانوني".
وتابع البيان: "تتبقى سفينة واحدة فقط من هذا الاستفزاز على مسافة بعيدة، وإذا اقتربت، فإن محاولتها دخول منطقة قتال نشطة وكسر الحصار ستُمنع أيضا".
أسطول الصمود يواصل الإبحار نحو غزة رغم اعتراض 13 سفينة 
في وقت سابق اليوم الخميس، قال منظمو أسطول الصمود العالمي، إن قوات الجيش الإسرائيلي اعترضت خلال الساعات الماضية عدداً من السفن والقوارب المشاركة في الحملة الدولية المتجهة نحو قطاع غزة المحاصر، فيما لا يزال نحو 30 قارباً يواصل الإبحار رغم الاعتداءات المتكررة.
اعتراض سفن  أسطول الصمود
اعتراض واعتلاء السفن في المياه الدولية
وبحسب المنظمين، فقد صادرت قوات الجيش سفنًا عدة من بينها "سبكتر" و"ألما" و"سيريوس"، أثناء إبحارها في المياه الدولية على بُعد يقارب 70 ميلاً بحرياً من شواطئ غزة. وأوضحوا أن مصير النشطاء الأجانب والصحافيين الذين كانوا على متنها ما زال غير مؤكد.
وفي مقاطع فيديو نُشرت عبر قنوات مختلفة، ظهر جنود إسرائيليون وهم يعتلون بعض القوارب ويقتادون الركاب، فيما أظهر تسجيل من وزارة الخارجية الإسرائيلية الناشطة السويدية في مجال المناخ غريتا تونبري جالسة على سطح قارب محاطة بعناصر من البحرية الإسرائيلية. وحاولت الوزارة تبرير عملية الاستيلاء بالزعم أن الأسطول تابع لحركة حماس.
متظاهرون يغلقون محطة القطار المركزية في مدينة نابولي الإيطالية 
حجم الأسطول وانتشاره البحري
ويضم الأسطول نحو 50 سفينة وقارباً تسير على شكل مجموعات متباعدة ببضعة أميال بحرية، ما يجعل المسافة بين مقدمة الأسطول ومؤخرته نحو 20 ميلاً. وكان قد أُعلن أن البحرية الإيطالية والإسبانية رافقت الأسطول في مراحل سابقة من الرحلة لأغراض إنسانية وأمنية، لكنها توقفت عن ذلك عند اقترابه من مسافة 150 ميلاً بحرياً من غزة، مبررة القرار بأسباب تتعلق بالسلامة.
مواقف واستنكار
من جانبها، أعلنت نقابة الصحافيين التونسيين فقدان الاتصال بثلاثة صحافيين كانوا ضمن سفن الأسطول، وأدانت في بيان رسمي اقتحام البحرية الإسرائيلية للسفن واعتقال من فيها، مشيرة إلى أن عدداً من الصحافيين كانوا على متن سفن مثل "ألما" و"سيروس" و"أدارا" و"دير ياسين".
كما أكد المتحدث باسم الأسطول، فجر اليوم الخميس، أن 13 سفينة تم اعتراضها حتى الآن، في حين لا يزال 30 قارباً على بُعد 46 ميلاً بحرياً فقط من شواطئ غزة، متمسكين بمواصلة رحلتهم رغم المخاطر.
سياق إنساني وسياسي
يأتي هذا التطور في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي يعاني من أوضاع إنسانية كارثية، حيث أكد ناشطو الأسطول أن هدفهم إيصال المساعدات الإنسانية وكسر الحصار المفروض منذ سنوات طويلة. في المقابل، تصر إسرائيل على منع أي محاولة لكسر الطوق البحري، وتصف التحرك بأنه تهديد أمني.
First published: 09:17, 02.10.25 


