تسود حالة من الاستياء والتذمّر بين أهالي طلاب مدرسة ابن سينا الإعدادية في مدينة الناصرة، بعد تفاقم مشكلة سوء النظافة في المدرسة ومرافقها، والتي يقول الأهالي إنها تسببت بإصابة عدد من الطلاب بأمراض والتهابات، فيما أعلنت مجموعة من أولياء الأمور عدم إرسال أبنائهم إلى المدرسة احتجاجًا على الأوضاع المتدهورة.
أهالي طلاب ابن سينا: "طرقنا أبواب البلدية والإدارة ولا حياة لمن تنادي"
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
09:06
وأكدت والدة أحد الطلاب في حديثٍ لراديو الناس أن “الوضع في المدرسة من سيئ إلى أسوأ”، مضيفةً أن الحمامات غير صالحة للاستعمال، ولا يوجد حارس أو مراقب داخل المدرسة، ما جعل الدخول والخروج يتم دون رقابة. وتابعت:“أولادنا يعودون من المدرسة وهم غير قادرين حتى على استخدام الحمامات بسبب الإهمال. بعض الطلاب أصيبوا بالتهابات، وآخرون نقلوا إلى المستشفيات بسبب فيروسات ناجمة عن بيئة غير نظيفة.”
وأضافت الأم أن محاولات الأهالي للتواصل مع إدارة المدرسة والبلدية لم تسفر عن حلول ملموسة، مشيرةً إلى أن الأوضاع لم تتغير منذ العام الماضي رغم الوعود المتكررة. وأوضحت أن الأهالي اقترحوا التبرع بمبالغ رمزية لتعيين عمال نظافة، لكن الإدارة رفضت ذلك بحجة أن “الإجراء غير قانوني”.
وقالت:“نحن لا نطالب بشيء خارج المنطق، فقط ببيئة نظيفة وآمنة لأولادنا. هذا أبسط حقوقهم.”
وأكدت أن الطلاب لم يلتحقوا بالدوام المدرسي اليوم، وأن الأهالي قرروا “تعليق الدراسة” حتى يتم إيجاد حل رسمي يضمن توفير خدمات النظافة والحراسة في المدرسة.
المديرة العامة لبلدية الناصرة: "الوضع مزرٍ في كل المدينة والأزمة تتجاوز المدارس"
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
08:29
بلدية الناصرة: نعترف بسوء الوضع، لكن الأزمة أوسع وتشمل المدينة بأكملها
من جانبها، قالت السيدة ناهدة منصور، المديرة العامة لبلدية الناصرة، في مداخلة عبر الإذاعة ذاتها، إن البلدية على علم بالأزمة، لكنها أشارت إلى أن “مشكلة النظافة لا تقتصر على مدرسة ابن سينا، بل تشمل معظم أحياء المدينة ومؤسساتها العامة”.
وأضافت منصور:“الوضع العام في المدينة غير ملائم. الناصرة تعاني منذ فترة طويلة من أزمة نظافة شاملة، تشمل الشوارع والأحياء وحتى المباني البلدية نفسها. نحن نتابع الموضوع بشكل يومي، لكن الموارد المتاحة محدودة.”
وحول اتهامات الأهالي بضعف التواصل بين المدرسة والبلدية، قالت منصور إنها تلقت البلاغ حول المشكلة فقط في الليلة السابقة، مؤكدةً أنها “لا تقبل بأي حال أن يصل الطلاب إلى المستشفى بسبب الإهمال”، لكنها انتقدت قرار الأهالي إبقاء أبنائهم في المنازل، واعتبرته “ليس حلاً للمشكلة”.
وأضافت:“وجود الطلاب في بيوتهم لا يحل الأزمة. الحل يكون بالتعاون بين الأهالي، المدرسة، والبلدية. نحن نتابع قضية النظافة يوميًا، لكن الأمر يحتاج إلى وقت وتضافر جهود الجميع.”
أزمة ممتدة وحلول مؤجلة
بحسب الأهالي، فإن الأزمة ليست جديدة، بل تمتد منذ أكثر من عامين، تخللتها محاولات فاشلة لتحسين الخدمات داخل المدرسة. فيما أكدت البلدية أن الأزمة الهيكلية في قطاع النظافة بالمدينة تعود إلى نقص التمويل وتبدّل إدارات الشركات المسؤولة عن الصيانة والنظافة.
وطالب الأهالي في ختام حديثهم بـ اجتماع رسمي عاجل يضم ممثلين عن البلدية، وزارة التربية والتعليم، وإدارة المدرسة، بهدف وضع خطة فورية لمعالجة الوضع.
وقالت إحدى الأمهات:“لا نريد التصعيد، لكننا نرفض أن يكون أبناؤنا ضحايا للإهمال. نريد حلاً فعليًا، لا وعودًا.”
تسلّط أزمة مدرسة ابن سينا الضوء على تدهور الخدمات الأساسية في المؤسسات التعليمية في الناصرة، وعلى العلاقة المأزومة بين الأهالي والسلطات المحلية. وبينما يتبادل الطرفان الاتهامات، يظلّ الطلاب في منازلهم بانتظار بيئة تعليمية نظيفة وآمنة تُعيد الثقة إلى العملية التربوية في المدينة.
First published: 11:26, 05.11.25



