لأول مرة منذ أكثر من ثلاث سنوات: روسيا وأوكرانيا تستأنفان المفاوضات المباشرة

ووفق ما أكدته مصادر دبلوماسية، فإن هذه المحادثات تُعد الأولى من نوعها منذ توقف المفاوضات التي جرت خلال الأسابيع الأولى من الحرب، والتي لم تُسفر آنذاك عن أي نتائج ملموسة. وتأتي هذه الجولة الجديدة وسط ضغوط دولية متزايدة لوضع حد للحرب، خاصة بعد التدهور الحاد في الوضع الإنساني والاقتصادي .

راديو الناس|
1 عرض المعرض
أوكرانيا
أوكرانيا
أوكرانيا
(Flash90)
في تطور لافت على الساحة الدولية، بدأت روسيا وأوكرانيا جولة جديدة من المحادثات المباشرة، هي الأولى منذ اندلاع الحرب بين البلدين قبل أكثر من ثلاث سنوات. وتُعد هذه الخطوة مؤشراً أولياً على احتمال تبلور انفراجة سياسية بعد سنوات من الصراع العنيف والتوترات المتصاعدة التي خلّفت آلاف القتلى والمشردين، وأدت إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة.
أول مفاوضات مباشرة منذ بدء الحرب ووفق ما أكدته مصادر دبلوماسية، فإن هذه المحادثات تُعد الأولى من نوعها منذ توقف المفاوضات التي جرت خلال الأسابيع الأولى من الحرب، والتي لم تُسفر آنذاك عن أي نتائج ملموسة. وتأتي هذه الجولة الجديدة وسط ضغوط دولية متزايدة لوضع حد للحرب، خاصة بعد التدهور الحاد في الوضع الإنساني والاقتصادي داخل أوكرانيا، واستمرار العقوبات الغربية المفروضة على روسيا.
جدول أعمال مبدئي ورغم السرية التي تحيط بتفاصيل اللقاء، تشير مصادر مطلعة إلى أن جدول الأعمال يتضمن قضايا أساسية تتعلق بوقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، وضمان ممرات إنسانية، إلى جانب مناقشات حول مستقبل المناطق المتنازع عليها شرق أوكرانيا، وعلى رأسها إقليم دونباس وشبه جزيرة القرم.
كما لم تُستبعد إمكانية طرح مسألة إعادة الإعمار في أوكرانيا، ومشاركة المجتمع الدولي في ضمانات أمنية مستقبلية للطرفين، لا سيما في ظل مطالبة كييف بالحصول على ضمانات تمنع أي اعتداءات مستقبلية.
ترحيب حذر وتوقعات متباينة ورحب عدد من الدول الأوروبية باستئناف المفاوضات، معتبرة أنها "خطوة ضرورية" نحو خفض التصعيد، في حين عبّرت أطراف أخرى عن حذرها، مشيرة إلى أن فشل جولات سابقة يجعل التفاؤل محدودًا في هذه المرحلة.
ويرى محللون أن استئناف الحوار لا يعني بالضرورة اقتراب التسوية، لكنه يشير إلى إرهاق عسكري وسياسي بدأ ينعكس على القرار في كل من موسكو وكييف، وخاصة في ظل التغيرات الجيوسياسية العالمية، وتزايد الضغوط الاقتصادية.
لا ضمانات حتى الآن حتى اللحظة، لم تُعلن أي من العاصمتين عن تقدم ملموس في المحادثات، لكن مجرّد انعقادها يُعتبر بحد ذاته حدثًا بارزًا بعد ثلاث سنوات من الحرب الشاملة. ويترقب العالم نتائج هذه الجولة وسط آمال بتخفيف معاناة المدنيين، وتطلعات لوضع حدّ لنزاع دموي طال أمده.
سياق دولي ضاغط يأتي هذا التحرك في ظل انشغال المجتمع الدولي بأزمات أخرى متفاقمة، ما دفع أطرافاً فاعلة، وعلى رأسها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى الدفع باتجاه تخفيف حدة النزاعات الإقليمية لاحتواء التوترات العالمية.
وفي انتظار ما ستُسفر عنه هذه الجولة من المفاوضات، تبقى الأنظار مشدودة إلى الطاولة التي جمعت الخصمين لأول مرة منذ بداية الحرب، علّها تحمل بذور الحل ولو على المدى الطويل.
First published: 14:15, 16.05.25