عقدت لجنة الأمن القومي في الكنيست جلسة خاصة لبحث موجة الاعتداءات المتصاعدة ضد سائقي الحافلات العرب، والتي باتت تشكّل خطرًا مباشرًا على حياتهم وسلامة الركّاب. وتأتي هذه الجلسة في ظل تسجيل عشرات الاعتداءات خلال الأسابيع الأخيرة، خاصة في القدس ومحيطها، على خلفية أحداث رياضية ونشاطات جماهيرية.
شارك في الجلسة النائب وليد الهواشلة عن القائمة العربية الموحّدة وعضو الهيئة العربية للطوارئ، والذي تحدّث لراديو الناس عقب الاجتماع، مؤكدًا خطورة الوضع وضرورة تحرك الشرطة والجهات التشريعية.
وليد الهواشلة: "يجب أن نكون في قائمة مشتركة، كلّنا في مركب واحد"
المنتصف مع فرات نصار
08:28
"الاعتداءات باتت يومية والشرطة لا تقوم بواجبها"
قال الهواشلة في حديثه:"يكاد لا يمرّ يوم دون أن نسمع عن اعتداء على سائق حافلة عربي: تكسير زجاج، شتائم، ضرب، الوضع لا يُطاق".
وأوضح أنّ غالبية الاعتداءات تأتي من مجموعات شبابية متطرّفة، بينها مشجعون لفريق "بيتار القدس" وعناصر من تنظيمات يمينية، مشيرًا إلى أنّ 300 شكوى قُدّمت للشرطة بشأن اعتداءات ضد السائقين العرب دون تنفيذ اعتقالات تُذكر.
وأضاف:"سألنا الشرطة اليوم: لماذا لا يوجد معتقلون؟ لماذا لا يتم توقيف المعتدين؟"
تشريع جديد لحماية السائقين
كشف الهواشلة أن لجنة الأمن القومي تبحث مقترحًا لاعتبار سائقي الحافلات "مندوبين رسميين لخدمة الجمهور"، وهو ما يجعل الاعتداء عليهم مخالفة جنائية خطيرة قد تُشدد عقوباتها.
وقال:"إذا تم الاعتراف بالسائقين كموظفي جمهور، فستكون العقوبة على الاعتداء عليهم أكبر بكثير".
الهجمات العنصرية تمتد من القدس إلى سخنين
الهواشلة تطرّق أيضًا إلى أحداث الشغب التي شهدتها مدينة سخنين بعد مباراة مكابي حيفا، حيث اعتدى مشجعون على مطاعم ومحال تجارية.
وقال:"الشرطة لم تعتقل من قام بتكسير مطعم في سخنين، بل اعتقلت من أبناء سخنين أنفسهم. هذا تصرّف خطير".
وأضاف أنّه سيتقدّم باستجواب رسمي في الكنيست لمتابعة تعامل الشرطة مع الحدث.
انتقادات واسعة لوزير الأمن القومي بن غفير
انتقد الهواشلة ما وصفه بـ"الغطاء السياسي" الذي يمنحه وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير للجماهير المتطرّفة، قائلًا:
"الوزير يعطي شرعية للتطرف… وهذا يشجع الاعتداءات على العرب".
القائمة المشتركةهل تعود من جديد؟
انتقل الحوار إلى الوضع السياسي العربي، خاصة إمكانية إعادة تشكيل القائمة المشتركة.
وقال الهواشلة:"يجب أن تكون قائمة مشتركة جديدة — قائمة تعددية نركب فيها جميعًا في نفس المركب".
وأشار إلى ضرورة تجاوز الخلافات الحزبية، مضيفًا:"بعد الانتخابات يمكن لكل حزب البحث عن فرصه السياسية، أما الآن فالمطلوب وحدة عربية كاملة".
كما وجّه انتقادًا لطريقة تعامل لجنة المتابعة العليا مع قضايا النقب، داعيًا رئيس اللجنة الجديد د. جمال زحالقة إلى فتح صفحة جديدة مع ممثلي القرى مسلوبة الاعتراف.
أكد الهواشلة في نهاية حديثه أن ملف الاعتداءات على السائقين سيبقى على طاولة النقاش:"سنواصل متابعة هذا الملف حتى تتم حماية السائقين ووضع حد للاعتداءات، هذا واجبنا".


