تتواصل المفاوضات بين حركة حماس والوسطاء الإقليميين والدوليين بشأن قوائم الأسرى المشمولين في صفقة التبادل المرتقبة، فيما أكّد مصدر قيادي في الحركة لقناة الجزيرة أن النقاشات لا تزال جارية حتى اللحظة، وأن "الوسطاء يبذلون جهودًا مكثفة لإنهاء هذا الملف خلال الساعات المقبلة".
وأضاف المصدر أن الحركة تجري حوارًا وطنيًا مع الفصائل الفلسطينية بهدف توحيد الموقف إزاء ردّ إسرائيل على كشوف أسماء أسرى المقاومة، مشيرًا إلى أن الردّ النهائي للحركة سُلّم صباح اليوم للوسطاء، ويتضمّن التوقيتات الزمنية الدقيقة لبدء تنفيذ اتفاق إنهاء الحرب. وأكد أن ردّ حماس "يشمل الموعد المحدد لبداية سريان الاتفاق، وكل التفاصيل التنفيذية للمرحلة الأولى".
ونفى المصدر بشكل قاطع عقد أي لقاءات مباشرة بين وفد حماس والوفد الإسرائيلي خلال مفاوضات شرم الشيخ، مشددًا على أن "جميع المباحثات تتم عبر الوسطاء فقط".
ويذكر أن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي أكّد أنّ القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي، الذي طالبت حماس بإطلاق سراحه، لن يكون ضمن صفقة التبادل.
خلفية المشهد
تأتي هذه التصريحات في وقت يترقّب فيه العالم دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حيّز التنفيذ، بعد حربٍ مدمّرة استمرت عامين وأدت — بحسب أرقام رسمية — إلى مقتل وإصابة أكثر من ربع مليون فلسطيني، ووسّعت نطاق المواجهة لتطال دولًا أخرى في الشرق الأوسط.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن في وقت سابق اليوم عن توصل إسرائيل وحماس إلى اتفاق لإنهاء الحرب في غزة، يشمل وقف إطلاق النار، صفقة تبادل، وانسحابًا جزئيًا للقوات الإسرائيلية من القطاع.
وقال ترامب في خطابه:"أنا فخور جدًا بالإعلان أن إسرائيل وحماس قد وقّعتا على المرحلة الأولى من خطة السلام الخاصة بنا. هذا يعني أن جميع الرهائن سيُفرج عنهم قريبًا جدًا، وأن إسرائيل ستسحب قواتها إلى الخط المتفق عليه كخطوة أولى نحو سلام قوي ودائم."
وأضاف:"إنه يوم عظيم للعالم العربي والإسلامي، ولإسرائيل، وللولايات المتحدة الأميركية. نشكر الوسطاء من قطر ومصر وتركيا الذين عملوا معنا لتحقيق هذا الحدث التاريخي وغير المسبوق."
وجاء إعلان ترامب عقب جولة مفاوضات حاسمة في شرم الشيخ استمرت حتى فجر الخميس، بمشاركة وفود من إسرائيل وحماس، إلى جانب ممثلين من مصر وقطر والولايات المتحدة، وتركّزت النقاشات على تفاصيل المرحلة الأولى من الانسحاب الإسرائيلي وصفقة تبادل الأسرى.



