قال رأفت، أحد سكّان مدينة غزة والعامل في مجال توزيع المساعدات الغذائية، إن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة وصلت إلى مرحلة "لا تُطاق"، مشيراً إلى أن "الناس باتوا يقفون منذ ساعات الصباح الباكر أمام ما يُعرف بالتكيّات، وهي مبادرات خيرية تطبخ وتوزع الطعام على الأسر النازحة لكن دون الحصول على طعام لعدم توفره".
شهادة من غزة: "أطفال يموتون بالتدافع أو خنقا في طوابير انتظار المساعدات الإنسانية"
هذا النهار مع سناء حمود ومحمد مجادلة
09:18
وأوضح رأفت، في مقابلة إذاعية عبر "راديو الناس"، أنّ المبادرات الخيرية أوشكت على التوقف بشكل كامل بسبب توقف دخول المساعدات الإنسانية. وقال: "نشتري البضائع بأسعار خيالية، وكأننا نعيش في نيويورك. كيلو البندورة وصل إلى ثلاثين دولارًا، وكيلو العدس - وهو من أبسط ما قد تحتاجه عائلة مكوّنة من أربعة أفراد - أصبح سعره عشرين دولارًا".
وتابع: "في ظل انعدام العمل والدخل، لم يعد أمام المواطن الغزي سوى ثلاثة خيارات: إما الوقوف لساعات أمام التكيات، أو المخاطرة للحصول على مساعدات قد لا تصل إليه، أو ببساطة مواجهة الجوع والموت البطيء".
"20 شاحنة دخلت فعليا لغزة"
وفيما يتعلق بالأخبار التي تتحدث عن دخول شاحنات مساعدات إلى شمال غزة، نفى رأفت هذه الروايات، قائلاً: "ما دخل فعليًا لا يتجاوز العشرين شاحنة، وهذا لا يكفي لتغطية احتياجات حيّ واحد، فضلًا عن أن جزءًا كبيرًا من هذه المساعدات تعرّض للنهب أو تمت سرقته من قِبل قطاع طرق".
وأشار رأفت إلى انعدام الأمن وغياب أماكن آمنة للسكن أو حتى مراكز إيواء حقيقية، مؤكداً: "نحن نعيش في ظروف لا إنسانية. نحتاج إلى طعام، إلى مياه نظيفة، إلى رعاية نفسية وتأهيل مجتمعي. أصبح شرب كوب ماء نظيف حلمًا بالنسبة للطفل الفلسطيني".
وفي حديثه عن تجربته الشخصية كموزّع مساعدات، قال رأفت بتأثر لراديو الناس: "تأتي إليّ أمّ تتوسل قائلة: أرجوك أعطني مئة شيكل فقط، أريد أن أشتري الحليب لابني. ولا أملك شيئًا أقدّمه لها سوى المواساة"، مشيرا إلى أنه بنفسه يعيش سوء تغذية في ظل الأوضاع الإنسانية هناك.
وتابع: "نطهو وجبة بسيطة ونقدّمها في أطباق لمن يحضرون أوانيهم، لكن المخاطر كبيرة. الأطفال يقفون في طوابير وسط التدافع وقد يُصابون بالحروق من الأطعمة الساخنة، أو يختنقون بسبب الزحام، ومع ذلك يظلون ينتظرون، فإما الموت جوعًا أو المجازفة للحصول على لقمة تسد رمقهم".
وختم رأفت بقوله: "نعيش تحت خط الفقر بكل معنى الكلمة، لكننا لا نزال نحاول أن نكون سندًا لبعضنا البعض".
First published: 10:29, 30.07.25