ترامب يسعى لتخفيف القيود الفدرالية على الماريجوانا عبر أمر تنفيذي مرتقب

تتجه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تخفيف القيود الفدرالية على الماريجوانا، عبر خطوة تنظيمية قد تُحدث أكبر تغيير في سياسة المخدرات الأميركية منذ عقود، دون الوصول إلى حدّ التشريع أو إلغاء التجريم.

كشف تقرير لصحيفة واشنطن بوست أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعتزم إصدار أمر تنفيذي يوجّه الوكالات الفدرالية إلى السعي لإعادة تصنيف الماريجوانا من جدول المخدرات الأشدّ خطورة (Schedule I) إلى جدول أقلّ تشددًا (Schedule III)، وهو التصنيف نفسه لبعض مسكنات الألم الموصوفة طبيًا.
وبحسب مصادر مطّلعة تحدثت للصحيفة، ناقش ترامب الخطة خلال اتصال هاتفي من المكتب البيضاوي مع رئيس مجلس النواب مايك جونسون، بمشاركة مسؤولين صحيين وتنفيذيين في قطاع الماريجوانا، بينهم وزير الصحة روبرت كينيدي الابن ورئيس مراكز الرعاية الطبية مِهمِت أوز.
خطوة لا تعني التشريع
ويوضح التقرير أن إعادة التصنيف لا تعني تشريع الماريجوانا أو إلغاء تجريمها على المستوى الفدرالي، لكنها من شأنها تقليص القيود المفروضة على الأبحاث العلمية، وتخفيف الأعباء التنظيمية، ما قد ينعكس إيجابًا على الشركات العاملة بشكل قانوني في هذا القطاع.
وكان ترامب قد أشار في آب الماضي إلى أنه “ينظر في إعادة التصنيف”، في خطوة تُكمل مسارًا بدأته إدارة الرئيس السابق جو بايدن، بعد توصية رسمية من جهات صحية فدرالية عام 2023، إلا أن القرار تعثّر ولم يُستكمل قبل انتهاء ولاية بايدن.
1 عرض المعرض
الرئيس دونالد ترامب
الرئيس دونالد ترامب
الرئيس دونالد ترامب
(البيت الأبيض)
صلاحيات محدودة للرئيس
ونقل التقرير عن محامين وخبراء قانونيين أن ترامب لا يستطيع إعادة تصنيف الماريجوانا بشكل أحادي، لكنه يستطيع توجيه وزارة العدل لتجاوز جلسة قضائية إدارية عالقة، والمضي قدمًا في إصدار القاعدة التنظيمية النهائية.
ووصف أحد المختصين هذه الخطوة المحتملة بأنها “أكبر إصلاح في سياسة القنب الفدرالية منذ تصنيفه كمخدر من الفئة الأولى في سبعينيات القرن الماضي”.
انقسام داخل الحزب الجمهوري
وبحسب المصادر، أبدى رئيس مجلس النواب مايك جونسون تشككًا حيال إعادة التصنيف، مستندًا إلى دراسات ومعطيات تتعلق بالمخاطر الصحية، إلا أن مسؤولين من قطاع الماريجوانا شاركوا في المكالمة ردّوا على هذه التحفظات، ما دفع ترامب إلى إنهاء الاتصال وهو يميل إلى المضي في الخطة، رغم تأكيد أن القرار لم يُحسم نهائيًا.
من جهته، قال مسؤول في البيت الأبيض إن “لا قرارات نهائية” قد اتُخذت بعد بشأن إعادة التصنيف.
سياق سياسي واقتصادي أوسع
وتأتي هذه التطورات في ظل توسّع صناعة الماريجوانا في الولايات المتحدة، حيث باتت تُقدَّر بمليارات الدولارات، مع اعتماد برامج الماريجوانا الطبية في عشرات الولايات، وتشريع الاستخدام الترفيهي في 24 ولاية إضافة إلى واشنطن العاصمة.
وتجدر الإشارة إلى أن الماريجوانا مُصنّفة حاليًا ضمن جدول المخدرات الأخطر، إلى جانب الهيروين وLSD، بينما يضم جدول (Schedule III) أدوية مثل تايلينول مع الكودايين وبعض العلاجات الهرمونية، والتي تُعتبر أقلّ خطرًا من حيث الإدمان.