تشهد أسهم تكنولوجيا شبكات الكهرباء (Grid Tech) موجة ارتفاع قوية هذا العام، وسط توقعات محللين بأن هذا القطاع سيواصل الصعود حتى مع تصاعد المخاوف من فقاعة في أسهم الذكاء الاصطناعي. ورغم ارتفاعه بنحو 30% منذ مطلع العام، يرى محللو "جي بي مورغان" أن القطاع ما زال "بعيدًا عن الفقاعة" ومؤهّلًا لمكاسب إضافية.
طلب عالمي متزايد على الكهرباء
يرى ستيف توسا، المدير العام والمحلل في "جي بي مورغان"، أن أي تراجع طفيف في أسعار أسهم القطاع يمثل "فرصة شراء". وتندرج ضمن القطاع شركات تصنيع المعدات، مطوّرو البرمجيات، ومزوّدو البطاريات على نطاق واسع.
وبحسب المحللين، فإن النمو لا يتعلق بالذكاء الاصطناعي فقط، بل بالارتفاع الشامل في الطلب العالمي على الكهرباء، خاصة مع توسّع الاقتصادات الآسيوية واعتماد أنظمة الطاقة على مصادر متجددة تحتاج إلى تحديث شامل في شبكات النقل.
صعود شركات تقود طفرة القطاع
شركة Vertiv Holdings، التي توفر حلول تخزين الطاقة ومصادر احتياطية لمراكز البيانات، ارتفع سهمها بنحو 60% هذا العام، وسط توقعات بأن النمو القوي يبرر تداولها عند مستويات أعلى من مؤشر S&P.
وفي كوريا الجنوبية، قفزت أسهم مصنّعي المحولات Hyosung Heavy Industries وLS Electric بنسبة 400% و230% على التوالي. كما تضاعفت قيمة أسهم SolarEdge الأمريكية، ولامست شركة Willdan Group مستويات قياسية.
ويشير محللون في "مورغان ستانلي" و"فيديليتي" إلى أن التحول نحو الكهرباء وتحديث الشبكات أصبح "تحولًا هيكليًا طويل المدى"، مدفوعًا برغبة الدول في تحقيق أمن طاقي، واستيعاب النمو في مراكز البيانات.
استثمارات ضخمة في تحديث الشبكات
وفقًا لتقرير BloombergNEF، يتوقع أن ترتفع الاستثمارات العالمية في شبكات الكهرباء بنسبة 16% هذا العام لتصل إلى 479 مليار دولار، وأن تبلغ 577 مليار دولار بحلول عام 2027. كما تتوقع وكالة الطاقة الدولية مضاعفة استهلاك مراكز البيانات للطاقة بنهاية العقد.
ورغم المخاوف التي ضربت أسهم الذكاء الاصطناعي الشهر الماضي، فقد بقي مؤشر Nasdaq Smart Grid مرتفعًا بنحو 30% هذا العام، وبمضاعف ربحية أقل من مؤشر Nasdaq 100، ما يجعله "أكثر جاذبية" للمستثمرين.
تحديات تنظيمية واستثمارية
يحذّر محللون من أن تحديث الشبكات يتطلب تعاونًا وثيقًا مع شركات الكهرباء الخاضعة للتنظيم، وهو ما قد يبطئ بعض المشاريع. كما أن ارتفاع فواتير المستهلكين يدفع بعض الولايات والجهات الرقابية إلى التدقيق في تكلفة التقنيات الجديدة.
ومع ذلك، تظهر بيانات شركة Hazeltree أن صناديق التحوط ما زالت تتبنى موقفًا "إيجابيًا بقوة" تجاه أسهم القطاع، مع زيادة المراكز الطويلة على 66% من الشركات المدرجة في المؤشر.
ويرى خبراء الاستثمار أن ضعف الاستثمار في البنية التحتية على مدى عقود، إلى جانب التحول الطاقي، يفتحان دورة استثمارية طويلة قد تمتد لعقود، مع زيادة الحاجة إلى محولات جديدة، خطوط نقل محدثة، وتخزين للطاقة المتجددة.