استيقظت بلدة نحف، فجر اليوم (الإثنين)، على وقع جريمة مروّعة أودت بحياة الشاب يزن قادري (27 عامًا)، الممرض في المركز الطبي للجليل في نهاريا، بعدما أطلق عليه مجهولون النار داخل منزله، وهو برفقة زوجته وطفله الصغير. الجريمة التي وُصفت بالفاجعة ضربت القرية بحالة من الحزن الشديد والصدمة، فيما تنتظر العائلة تسريح الجثمان من معهد الطب العدلي في أبو كبير لتشييعه.
عمّ الضحية: "يزن كان أبًا لطفل ويستعد للهجرة بعدما ضاق ذرعًا بالعنف"
استوديو المساء مع شيرين يونس
05:38
تفاصيل الجريمة
بحسب رواية العائلة، طرق الجناة باب المنزل متنكرين بزيّ الشرطة، وحين فتح الضحية الباب باغتوه بإطلاق النار المباشر من مسافة قريبة، ما أدى إلى إصابته بأكثر من ثماني رصاصات. وأكد نور قادري، عم الضحية، في حديث خاص لـ"راديو الناس":"المجرمون كانوا يرتدون زيّ الشرطة ويحملون كشّافات. بمجرد أن فتح يزن الباب أطلقوا النار عليه بشكل مباشر، أمام أعين زوجته التي حاولت إنقاذه دون جدوى."
نور قادري: خلوق والابتسامة لا تفارقه
يروي العم نور قادري بحرقة:"يزن لم يخطئ بحق أحد، شاب خلوق وابتسامته لا تفارقه، محبوب في قريته وفي المستشفى حيث يعمل. أب لطفل عمره سنتان، وكان مثالًا للشاب العصامي الذي بنى مستقبله بالحلال. كان يستعد للرحيل عن البلد بحثًا عن الأمان بعدما ضاق ذرعًا بموجة العنف."
وأضاف: "ما جرى ليس مصاب عائلتنا وحدها، بل مصاب كل المجتمع العربي. نحن نصحو كل يوم على خبر قتل جديد. كفى. لقد وصلنا إلى مرحلة لا تُطاق."
صدمة في نحف وإضراب في المدارس
أثارت الجريمة صدمة كبيرة في نحف، حيث عمّ الإضراب مؤسسات التعليم في البلدة صباح اليوم، وأُجّل افتتاح العام الدراسي حدادًا على مقتل الممرض قادري. الأهالي خرجوا في حالة من الغضب والحزن، مؤكدين أن تكرار الجرائم وتسجيلها "ضد مجهول" يزيد من فقدان الثقة بالشرطة.
اتهامات للشرطة ورسالة للمجتمع
حمّل عم الضحية المسؤولية للشرطة قائلاً:"كما العادة، الشرطة تحضر وتفتح ملفًا شكليًا ثم تُغلقه ضد مجهول. لو كانت معنية حقًا بإنهاء الجرائم، إلى أين سنصل؟ متى نتوقف عن قتل بعضنا البعض؟ العالم يتقدم ونحن غارقون في الدماء. لقد سئمنا، وأملنا أن تكون هذه آخر الجرائم."