كشفت صحيفة وول ستريت جورنال نقلاً عن مصادر في الإدارة الأميركية عن تزايد تذمّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد الهجوم الإسرائيلي على قيادات حماس في الدوحة. ووفق التقرير، فإن ترامب غضب بشدّة من عدم تلقيه أي بلاغ مباشر من نتنياهو قبل العملية، بل عرف عنها من الجيش الأميركي، ما دفعه لإجراء مكالمة وصفها المصدر بأنها "مشحونة وساخنة" مع رئيس الوزراء الإسرائيلي.
اعتراض أميركي على ضرب قطر
ترامب اعتبر أن اختيار قطر هدفًا للهجوم "خطوة غير حكيمة"، لكونها حليفًا للولايات المتحدة ووسيطًا أساسيًا في المفاوضات غير المباشرة مع حماس. ورغم أن نتنياهو برر قراره بوجود "نافذة زمنية قصيرة لا يمكن تفويتها"، إلا أن الرئيس الأميركي أبدى استياءً متزايدًا من أسلوب نتنياهو الذي ينفّذ – بحسب مسؤولين أميركيين – "خطوات عدوانية كثيرة من دون إشراك واشنطن".
محادثة ثانية هادئة
بعد يوم من المكالمة المتوترة، أجرى الرجلان اتصالًا جديدًا أكثر هدوءًا، حيث سأل ترامب إن كانت العملية قد أثمرت نتائج ملموسة، لكن نتنياهو أجاب بأنه لا يعلم بعد. في المقابل، أعلنت حماس أن الهجوم فشل في تحقيق أهدافه.
"نتنياهو يورطنا بلا إنذار"
مسؤولون في البيت الأبيض أشاروا إلى أن ترامب ومبعوثه الخاص ستيف ویتكوف أبدوا في الأشهر الأخيرة استياءً متكررًا من نتنياهو، متهمينه بأنه "يدفع حلفاءه الأميركيين إلى مآزق محرجة من دون إنذار مسبق"، سواء في ما يتعلق بالتصعيد مع إيران أو الضربات المتكررة ضد الحوثيين في اليمن.
انتقادات من مراكز أبحاث
مونا يعقوبيان، مديرة برنامج الشرق الأوسط في مركز دراسات استراتيجي بواشنطن، قالت للصحيفة إن "قرار إسرائيل ضرب قيادات حماس في قلب الدوحة يتعارض مع أجندة ترامب في المنطقة". لكنها أضافت أن ترامب نفسه يتحمل مسؤولية ما يحدث بسبب "سياسته غير المستقرة التي تترك الأطراف الأخرى تتصرف على هواها".
نتنياهو يردّ ويستحضر 11 سبتمبر
في سياق آخر، أصدر نتنياهو بيانًا حادًا وجّه فيه رسالة إلى قطر ودول أخرى تتهم بإيواء "إرهابيين"، مؤكدًا: "إما أن تطردوهم أو تحاكموهم، وإن لم تفعلوا، سنفعل نحن ذلك". واستحضر أحداث 11 سبتمبر في الولايات المتحدة ليقارنها بهجوم السابع من أكتوبر في إسرائيل، مشددًا: "كما لاحقت أميركا منفذي 11 سبتمبر في كل مكان، نحن نلاحق مخططي مجزرة 7 أكتوبر – وكان علينا أن نصل إلى قطر".
بحسب مصدر أميركي، فإن ترامب يطمح على الأقل إلى تخفيف إسرائيل من وتيرة قصفها في غزة، والتي تدخل حربها عامها الثالث، مؤكدًا أن "الصور القادمة من القطاع تؤثر سلبًا على صورة إسرائيل عالميًا".