أعلنت شركة eBay الأميركية إغلاق مركز البحث والتطوير التابع لها في مدينة نتانيا بحلول الربع الأول من عام 2026، مع الاستغناء عن نحو 200 موظف يعملون في الموقع. يأتي القرار ضمن عملية إعادة تقييم شاملة تجريها الشركة لعملياتها عالميًا، بحيث تتناسب مع خططها وأهدافها طويلة الأمد.
دخلت eBay السوق الإسرائيلية قبل نحو عشرين عامًا، بعد استحواذها على شركة Shopping.com عام 2005 مقابل 620 مليون دولار؛ وتوسّعت أنشطتها لتستحوذ لاحقًا على شركة The Gift Project، ما عزّز من مكانة نتانيا كمركز تكنولوجي مهمّ ضمن شبكتها العالمية.
في السنوات الأخيرة شهدت الشركة تراجعًا تدريجيًا في نشاطِها داخل إسرائيل، حيث نفّذت أربع جولات من التقليصات خلال عامين فقط. فبعد الاستغناء عن 30 موظفًا عام 2023، و20 آخرين في مطلع 2024، فصلت الشركة 40 موظفًا إضافيًا في يونيو من نفس العام، ضمن خطوات تهدف لتقليص التكاليف بما يتلاءم مع أنماط استخدام الزبائن لخدماتها. ومع الإعلان الحالي، ينتهي رسميًا حضور eBay في السوق الإسرائيلية.
ضغوطات كبيرة بسبب المنافسة
ورغم تسجيل الشركة ارتفاعًا في عدد المستخدمين وسعر السهم خلال العام الماضي، إلّا انّها لا تزال تواجه ضغوطًا كبيرة في سوق يشهد منافسة متزايدة من شركات مثل أمازون، وTemu، وShein. ويأتي قرار الإغلاق في وقت تعتمد فيه شركات التكنولوجيا العالمية خطوات إعادة هيكلة واسعة: خصوصًا بعد إلغاء الإعفاءات الجمركية على المنتجات الرخيصة القادمة من الصين إلى الولايات المتحدة.
وبحسب محلّلين، فإن قرار eBay ليس مرتبطًا فقط بالوضع المحلّي في إسرائيل، بل يعكس توجّهًا أوسع نحو إعادة تنظيم الانتشار الجغرافي للشركة. وبالتالي، فإنّ إغلاق مركز نتانيا، الذي وصفته الشركة مرارًا بانّه "جزءٌ أساسي في تنفيذ استراتيجيتها العالميّة"، يشير إلى تحوّل في أولويات الشركة لتتوافق مع استراتيجيات النموّ الجديدة. وتشير تقارير أميركية إلى أنّ الشركة تخطّط أيضًا لإغلاق مكاتبها في نيويورك ضمن نفس التوجّه.
ومع انسحاب eBay المرتقب، تستعدّ إسرائيل لفقدان واحدة من أبرز الشركات التكنولوجية لديها، في خطوة من المرجّح أن تترك تأثيرات اقتصادية واجتماعية مباشرة، سواء على مستوى سوق العمل أو على صورة إسرائيل كمركز جاذب للاستثمار التكنولوجي الأجنبي.