اكتشاف جيولوجيّ حديث في منطقة جبل أرارات في تركيا أثار ضجّة واسعة، بعدما أظهر تحليلٌ للعيّنات وجود آثار عضوية عمرها آلاف السنين، يُعتقد أنها تعود لأخشاب قديمة، ربّما من مكوّنات السفينة التوراتية الشهيرة.
قام فريق البحث العامل في الموقع بإجراء تحليلات جيولوجية وبيولوجية لعيّنات مأخوذة من تشكيلات صخرية مدهشة الشكل، تقع في منطقة تُعرف باسم "دوروبينار" قرب جبل أرارات في تركيا. كشفت النتائج عن وجود مواد عضوية مثل بقايا خشب وفحم نباتي، عمرها حوالي 5,000 سنة؛ ما دفع البعض للرّبط مباشرةً بين الاكتشاف وسفينة نوح التي وبحسب الروايات الدينية، استقرّت على الجبل ذاته بعد الطوفان.
ثمّ يسأل السائل، لماذا جبل أرارات تحديدًا؟
بحسب النصوص التوراتية، فإنّ جبل أرارات هو المكان الذي رست فيه سفينة نوح بعد الطوفان العظيم. من هنا فإنّه ليس مجرّد تضاريس شاهقة في شرق تركيا، بل يحمل رمزيّة خاصّة تعطي كلّ اكتشاف أثري أو جيولوجي في محيطه بعدًا أسطوريًا.
مع ذلك، لا يزال بعض العلماء يرى أن التشابه بين التشكيلات الصخرية وهيكل السفينة قد يكون محض مصادفة جيولوجية وحسب، بينما يطالب آخرون بأبحاث أعمق وتحليلات أكثر دقة قبيل الإعلان عن أيّ استنتاج نهائي.
يُذكر أن هذا الاكتشاف ليس الأوّل من نوعه، إذ سبق أن ظهرت في العقود الماضية نظريات مشابهة تربط تكوينات جيولوجية مختلفة بسفينة نوح، لكنّها لم تُثبت بشكل قاطع. هكذا مع كلّ فرضية جديدة يعود الجدل ليتجدّد بين من يؤمنون بوجود أدلّة أثرية للروايات الدينية، ومن يرون أن العلم لا يزال بعيدًا عن تأكيد هذه القصص القديمة.
فهل نحن أمام أثر حقيقيّ، أم انها مجرّد تشكيلات صخرية طبيعية أفرط العلماء في تفسيرها؟