أثار نشر صور رسمية لزوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي سارة نتنياهو بعد معالجتها رقمياً، جدلاً واسعاً في الإعلام الإسرائيلي، في ظل اتهامات بأن مكتب نتنياهو يتدخل في التوثيق الرسمي لتلميع صورتها.
صور معدلة تثير التساؤلات
صحيفة هآرتس وموقع العين السابعة كشفا أن الصور التي توزعها ديوان رئيس الوزراء، والتي التقطها مصورو مكتب الصحافة الحكومي، تظهر علامات واضحة على الفوتوشوب. من بين الأحداث التي أثيرت حولها الشبهات: زيارة نتنياهو وزوجته إلى البنتاغون في يوليو، لقاء مع رئيس مجلس النواب الأميركي في مستوطنة شيلو في أغسطس، زيارة أرملة فقدت زوجها وابنها في 7 أكتوبر، وكذلك زيارة قنصلية إسرائيل في نيويورك نهاية سبتمبر. مقارنة مقاطع الفيديو والصور الثابتة كشفت فروقات واضحة في مظهر سارة نتنياهو، ما جعل عمليات التعديل أكثر وضوحاً.
مكتب الصحافة الحكومي يتنصل
مدير مكتب الصحافة الحكومي نيتسان حِن نفى بشكل قاطع أن يكون المكتب مسؤولاً عن تعديل الصور، مؤكداً أن مصوريه لا يستخدمون "فوتوشوب أو فلاتر"، وأن النسخ المعدلة تأتي من جهات أخرى، في إشارة ضمنية إلى مكتب نتنياهو. ورغم ذلك، لم يصدر رد مباشر من مكتب رئيس الوزراء على استفسارات الصحافة.
سوابق في التعديلات
سارة نتنياهو اعتادت على نشر صور معدلة في حساباتها على شبكات التواصل، بما في ذلك صور من حفلة الحنّة لابنها، وصور برفقة زوجها خلال زيارات خارجية. بعض الصور أظهرتها بملامح مختلفة كلياً.
انتقادات قانونية وإعلامية
المحامي إيتاي ماك وصف نشر صور رسمية معدلة بأنه "تزوير للتوثيق التاريخي"، يحاكي ممارسات أنظمة غير ديمقراطية تعزز "عبادة الشخصية" وتخفي علامات التقدم في العمر. كما أشار إلى أن مكتب الصحافة الحكومي هو مؤسسة عامة وليست تابعة لعائلة نتنياهو، ما يجعل تعديل الصور تقويضاً لصدقيتها.
أبعاد تاريخية
خبراء الإعلام الإسرائيليون ذكّروا بأن مكتب الصحافة الحكومي يعمل منذ الانتداب البريطاني كأرشيف مصور للدولة. لكن منذ عودة نتنياهو لرئاسة الحكومة عام 2009، ظهرت شكاوى من تدخلات سارة نتنياهو في عمل المصورين، بما في ذلك محاولات لإخفاء أو منع نشر صور من أحداث عامة.