زيّود: تقليض الضرائب على الهايتك ضروري لكن التحديات تُضعف الثقة الاستثمارية

زيّود تعليقا على الخطة الحكومة لتقليص الضرائب على الهايتك: خطوة ضرورية لكن التحديات السياسية والأمنية تُضعف الثقة الاستثمارية 

1 عرض المعرض
ربيع زيود - حاسوب
ربيع زيود - حاسوب
ربيع زيود - حاسوب
(فلاش 90 + وفق البند 27 أ لقانون حقوق النشر 2007)
أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش عن خطة جديدة واسعة النطاق تهدف إلى خفض الضرائب وتبسيط الإجراءات البيروقراطية في قطاع التكنولوجيا المتقدمة (الهايتك)، وذلك في محاولة لتحفيز النمو الاقتصادي وتشجيع الشركات والمستثمرين والعاملين في الخارج على العودة إلى البلاد.
زيّود تعليقا على الخطة الحكومة لتقليص الضرائب على الهايتك: خطوة ضرورية لكن التحديات السياسية والأمنية تُضعف الثقة الاستثمارية
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
08:43
وفي حديث لراديو الناس، قال ربيع زيود، المدير العام والمؤسس لجمعية "حاسوب"، إن هذه الخطة تأتي في توقيت "حساس جداً" تمرّ فيه البلاد بأزمات متلاحقة منذ بدء التغييرات القضائية، مروراً بالحرب، وصولاً إلى التحولات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي. وأوضح: "نحن بحاجة ماسة إلى مثل هذه الاستراتيجيات في ظل التحديات التي يشهدها قطاع الهايتك محلياً وعالمياً، خصوصاً بعد أن تغيّر مشهد الاستثمار بشكل كبير، وأصبحنا نرى نحو 50% من الشركات الجديدة تُسجل خارج البلاد بسبب انعدام الاستقرار الداخلي."
وأضاف زيود أن عدم الاستقرار السياسي والأمني لعب دوراً محورياً في تراجع الاستثمارات خلال السنوات الأخيرة، قائلاً: "المستثمر لا يضع أمواله في دولة يعيش فيها حالة من عدم اليقين. الحرب والتغييرات القضائية جعلت الشركات والمستثمرين الأجانب أكثر حذراً، ما تسبب في ركود واضح داخل القطاع."

الهايتك عصب الاقتصاد

وأشار إلى أن قطاع الهايتك يشكل نحو 50% من صادرات إسرائيل، وهو "المحرك الاقتصادي الأهم"، محذراً من أن توقف نموه قد يؤدي إلى "أزمة اقتصادية عميقة".
وفيما يخص فعالية خطة سموتريتش الجديدة، يرى زيود أنها قد تشكل عاملاً مساعداً لكنها ليست كافية وحدها. وقال في هذا السياق: "لا شك أن التسهيلات الضريبية والإدارية تجذب الشركات. هذا ما نراه في دول مثل إيرلندا ودبي، حيث خلقت الحكومات بيئة عمل مرنة ومغرية للاستثمارات. لكن بدون استقرار سياسي وأمني، ستبقى هذه الإجراءات محدودة الأثر."

العقول تهجر البلاد

وحول إمكانية عودة الكفاءات والعقول العاملة في الخارج، أوضح زيود أن "الأمر ممكن جزئياً"، لكنه مشروط بتحسين الظروف الداخلية: "الكثير من المهنيين غادروا بحثاً عن الاستقرار. قد تشجعهم الخطة الجديدة على التفكير بالعودة، خاصة بعد خفض الضرائب على الأسهم، لكن غياب الاستقرار ما زال عاملاً طارداً."
وتحدث زيود عن أثر التغييرات العالمية في الذكاء الاصطناعي على السوق المحلي، قائلاً: "اليوم كل الشركات تتسابق للحاق بثورة الذكاء الاصطناعي. هذا ما يحدد مستقبلها في السنوات القادمة. لذلك أي خطة اقتصادية يجب أن تدمج دعم الابتكار في مجالات الـAI ضمن أولوياتها."
وعن واقع العاملين في قطاع الهايتك العربي داخل البلاد، عبّر زيود عن أمله بأن تنعكس التسهيلات الحكومية إيجاباً على المبادرات المحلية: "نحن نتمنى أن نرى المزيد من الاستثمارات في الشركات الناشئة داخل مجتمعنا، وأن يتمكن رواد الأعمال العرب من الاستفادة من هذه الفرص لبناء منظومة ريادة أعمال صحية وقوية خلال السنوات المقبلة."
وختم زيود بالقول: "الطريق ما زال طويلاً، لكن الخطوة في الاتجاه الصحيح. إذا ترافق الإصلاح الاقتصادي مع استقرار سياسي وأمني، يمكن فعلاً أن نشهد عودة تدريجية للنمو في قطاع الهايتك، وللكفاءات التي غادرته خلال السنوات الأخيرة."