في حديث يحبس الدمع في الجفون، تحدّث وليد عياشي – شقيق المصاب في جريمة إطلاق نار وقعت يوم أمس في قرية كابول، وأدت إلى أحداث درامية متسارعة بعدما قام عناصر شرطة بالرد بإطلاق النار وقتل المشتبه فيه، بينما أصيب شقيقه برصاص المشتبه خلال عمله في سوبرماركت في القرية.
وبحرقة كبيرة على ما آلت إليه الأمور في قرية كابول خلال لحظات، يقول عياشي في حديثه لراديو الناس "الله يهدي الناس، لا أعرف كيف وصلنا إلى هذا الوضع. يا عمي ارحموا العائلات والبيوت والأمهات، ما يحدث يؤذي الجميع."
شقيق المصاب في كابول: "يا عمي ارحموا العائلات، ما يحدث يؤذي الجميع"
هذا المساء مع شيرين يونس
04:16
ولا زال الغموض يلفّ الكثير من تفاصيل جريمة إطلاق النار التي وقعت داخل سوبرماركت في قرية كابول، والتي أسفرت عن إصابة شاب من أبناء البلدة بجروح متوسطة، بعد أن اخترقت أربع رصاصات ساقيه، فيما وقع تبادل إطلاق نار بين عناصر الشرطة والمشتبه ما أدى الى مقتله.
وفي حديث خاص لراديو الناس، عبّر وليد عياشي، شقيق المصاب، عن صدمته واستيائه من الأحداث المتسارعة قائلاً إنّ شقيقه ما زال يرقد في المستشفى بحالة صعبة، وسيخضع لسلسلة عمليات جراحية.
وقال عياشي: "إصابته لا تزال صعبة، وهناك أربع رصاصات اخترقت رجليه. نحن ننتظر أن يخضع لعملية إضافية خلال الساعات المقبلة." وأضاف بأسى: "أخي كان في طريقه من عمله إلى البيت، لم يكن طرفًا في أي نزاع، وما يحصل في مجتمعنا لم يعد يُحتمل. لديه أبناء يدرسون خارج البلدة، فماذا سنقول لهم؟ إنّ والدكم تعرض لإطلاق نار؟ والله الأمر صعب جداً."
وأشار عياشي إلى أنّ مطلق النار تعرفه العائلة جيدا، معربا عن استغرابه عن السبب الذي آلت إليه الأمور لهذا الحد. وقال "القتيل هو ابن جيراننا، وبيننا قرابة، وهو يحترمني كثيراً، ولا أعرف لماذا وصلنا إلى هنا ولماذا أصبحت الأمور بهذه الصورة. الشاب الذي أطلق النار خسر حياته أيضاً".
وشدد في حديثه وهو يبكي حزنا على ما آلت إليه الأوضاع، على أنه لو كان على علم بوجود أي خلافات أو أي سبب كان سيقود إلى ما آلت إليه الأمور لكان قد تدخل على الفور وعمل على إصلاح الأمر بالحوار، مشددا أنه لا يعرف السبب لما حصل يوم أمس.
وختم حديثه بتأثر واضح قائلاً: "نحن جيران وأهل، لم أذكر يوماً أن هناك خلافاً بيننا. كيف وصلنا إلى هذا الحد؟ الشاب مثل الوردة دخل المحل وكنت أتحدث معه دائما. الله يهدي العباد ويصلح الحال."
الشرطة: "تصرف بمهنية عالية"
هذا وقال حسن فرج، المتحدث باسم شرطة الشمال للإعلام العربي، في حديث لراديو الناس، إن ما وقع في قرية كابول مساء أمس "يعكس مهنية عالية ويقظة ميدانية استثنائية من قبل أفراد الشرطة"، وذلك عقب جريمة إطلاق النار التي انتهت بمقتل المشتبه بإطلاق النار على صاحب محل تجاري.
وأوضح فرج أن الحادث وقع خلال نشاط ميداني للشرطة داخل القرية، حيث "رصد أفراد الشرطة شخصًا يدخل إلى محل تجاري ويطلق النار باتجاه أحد المتواجدين فيه"، مضيفًا أن "الشرطيين ردوا بإطلاق النار خلال ثوانٍ معدودة بعد أن بادر المشتبه بإطلاق النار أيضًا باتجاههم"، ما أدى إلى مقتله في المكان.
حسن فرج: ما جرى في كابول دليل على مهنية عالية
استوديو المساء مع شيرين يونس
06:40
وأشار إلى أن "الاشتباك المسلح كان وجهاً لوجه، واستمر لثوانٍ قليلة فقط"، لافتًا إلى أن أفراد الشرطة "تصرفوا بحزم وسرعة رغم المخاطرة بحياتهم". وأضاف: "الدخول في مواجهة مباشرة مع شخص مسلح ليس بالأمر البسيط، لكن رجال الشرطة لم يترددوا لحظة واحدة في أداء واجبهم لحماية الناس وضمان أمنهم."
ورداً على سؤال حول ما إذا كان يمكن تحييد المشتبه بوسائل أخرى دون إطلاق النار القاتل، قال فرج إن "الواقعة حدثت في لحظات معدودة، وكان الخطر مباشراً، لذلك جاء الرد الفوري والحاسم لمنع وقوع إصابات أخرى".
وفيما يتعلق بخلفية الحادث، أوضح المتحدث أن "التحقيقات لا تزال جارية، ولا يمكن الخوض في تفاصيلها"، لكنه أشار إلى وجود "شبهات حول مواجهات سابقة بين المشتبه والضحية"، مؤكداً أن "حمل السلاح غير المرخّص بحد ذاته جريمة خطيرة ومرفوضة".
وتابع فرج أن قائد شرطة الشمال وصل إلى موقع الحادث فور وقوعه، وأجرى تقييمًا ميدانيًا مع قيادة شرطة طمرة، مثنيًا على "الأداء السريع والحازم للقوة التي تعاملت مع الحدث". وقال فرج: "قائد اللواء شدد على أننا لن نتهاون مع أي شخص يحمل السلاح أو يستخدمه داخل بلداته أو ضد أبناء مجتمعه، وسنواصل العمل بكل قوة لحماية المواطنين."
وحول ما إذا فُتح تحقيق في إطلاق النار من جانب الشرطة، أوضح فرج أن "كل حادثة يشارك فيها عناصر شرطة بإطلاق نار تُحال تلقائيًا إلى وحدة التحقيق المختصة (ماحاش)"، مضيفًا أن "الشرطة تتعاون بشكل كامل مع الجهات الرقابية المعنية".
وفي ختام حديثه، وجه فرج رسالة إلى المجتمع العربي قائلاً: "العنف لا يحلّ الخلافات، بل يدمّر البيوت والمجتمعات. كل رصاصة تُطلق داخل بلدة عربية تهدد حياة الأبرياء. رأيت ذلك بنفسي في الميدان أمس."
First published: 18:44, 07.10.25