أظهر تقرير صادر عن منظمة Acled المستقلة لرصد النزاعات أنّ 15 من كل 16 فلسطينيًا قُتلوا في الهجوم الإسرائيلي على غزة منذ آذار/مارس الماضي، هم من المدنيين، ما يشير إلى أحد أعلى معدلات الوفيات بين المدنيين منذ بدء الحرب.
التقرير يثير ضغوطًا دولية متزايدة على إسرائيل
التقرير، المدعوم من حكومات غربية والأمم المتحدة، رصد أن عدد قتلى حماس والمجموعات المسلحة الأخرى الذين أعلنت إسرائيل مسؤوليتها عن قتلهم منذ 18 آذار، أقل بكثير من الأرقام الرسمية الإسرائيلية. فبينما قالت إسرائيل إنها قتلت أكثر من 2100 مقاتل، تُشير بيانات Acled إلى أن العدد أقرب إلى 1100، ويشمل ذلك شخصيات سياسية من حماس.
ووفقًا لأرقام الأمم المتحدة، قُتل أكثر من 16 ألف فلسطيني منذ أن أنهت إسرائيل هدنة استمرت شهرين في آذار عبر موجة ضخمة من الغارات الجوية، وتجاوز إجمالي القتلى منذ 7 تشرين الأول 65 ألفًا، معظمهم من المدنيين، مع إصابة أكثر من 160 ألفًا.
تزايد هدم المباني وتراجع في اشتباكات حماس
رصد التقرير ارتفاعًا ملحوظًا في عدد حوادث هدم المباني، من 698 حادثًا خلال 15 شهرًا قبل استئناف القتال، إلى 500 حادث في الأشهر الستة التالية. كما تراجعت وتيرة اشتباكات حماس بشكل حاد منذ انتهاء الهدنة، مع اعتماد الحركة بشكل أكبر على تفخيخ المباني والعبوات الناسفة.
وتُظهر بيانات Acled أن إسرائيل قتلت منذ آذار ما لا يقل عن 40 من قادة الذراع العسكرية لحماس، ولا يزال مسؤول كبير واحد فقط من المجلس العسكري للحركة قبل الحرب في منصبه.
معاناة المدنيين وتدهور الأوضاع الإنسانية
التقرير يشير إلى أنّ حماس ما زالت تتمركز في غزة والوسط وخاصة دير البلح، وبعض المناطق الساحلية المكتظة مثل المواصي، التي لجأ إليها مئات الآلاف بعد تلقيهم أوامر إسرائيلية بالإخلاء. وتؤكد Acled أن حماس قد تكون حوّلت مساعدات إنسانية محدودة، لكنها لم تنهب بشكل ممنهج المساعدات الأممية، على عكس ما تدّعيه إسرائيل.
منظمة Acled خلصت إلى أنّ إسرائيل تسعى إلى "استراتيجية تحكّم طويلة الأمد"، من خلال إنهاك حماس، مع منع قيام بديل فلسطيني للحكم، ودفع غزة إلى ظروف غير قابلة للحياة لتشجيع الهجرة الطوعية وإجهاض أي مسار نحو السيادة الفلسطينية.


