قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مساء أمس (الثلاثاء)، إنه لا يعتقد أن حركة حماس ستلتزم بالمهلة التي حددها لإطلاق سراح جميع المحتجزين الاسرائيليين قبل يوم السبت الساعة 12:00 ظهراً.
وقال ترامب إنه لا يعتقد أن حماس ستلتزم المهلة، مضيفا أنه يعتقد أنهم يريدون التظاهر بالقوة، حسب تعبيره.
وجاءت تصريحات ترامب بعد ساعات من نشر رسائل متناقضة من جانب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وذلك بعد مناقشة طويلة في الكابينيت استمرت أربع ساعات.
وفي وقت لاحق مساء أمس، صدرت رسائل من "مصدر دبلوماسي" أعلن في البداية أن جميع أعضاء الكابينيت أعربوا عن دعمهم لمطلب ترامب بالإفراج عن جميع المحتجزين قبل السبت الساعة 12 ظهراً ورؤيته لمستقبل غزة.
وأشار المصدر إلى أنه "في وقت سابق من أمس، وجه رئيس الوزراء بتعزيز القوات في قطاع غزة وحوله، والاستعداد لأي سيناريو إذا لم تُفرج حماس عن مختطفينا يوم السبت المقبل".
وبعد ساعة من هذا التصريح، تم نشر رسالة أخرى من مصدر دبلوماسي أعلن أنه سيتم وقف المفاوضات، وقال إن "حماس خالفت الاتفاق، وبالتالي لن يكون هناك تقدم في تنفيذ الاتفاق وفي مفاوضات المرحلة الثانية، بدون إعادة أسرانا".
وأضاف المصدر إن "الكابينيت يتوقع الإفراج عن تسعة مختطفين في المرحلة الأولى خلال الأيام القليلة القادمة".
وبعد حوالي ربع ساعة من ذلك، نشر نتنياهو رسالة مصورة أشار فيها إلى جلسة الكابينيت ورسالة حماس حول تأجيل إطلاق سراح المحتجزين.
وأعلن نتنياهو أن تعزيز القوات الاسرائيلية في قطاع غزة وخارجه يجري في الوقت الحالي، مضيفا أنه "إذا لم تُفرج حماس عن المختطفين قبل السبت الساعة 12 ظهراً، ستتوقف الهدنة، وسيعود الجيش الإسرائيلي إلى القتال المكثف حتى يتم الحسم النهائي ضد حماس".
ولم يذكر نتنياهو عدد المحتجزين الذين يتوقع إطلاق سراحهم أو هوياتهم، فيما صرّح مصدر دبلوماسي إن اسرائيل "تتوقع الإفراج عن المختطفين التسعة الأحياء من المرحلة الأولى في الأيام القليلة القادمة، وليس بالضرورة يوم السبت".
ويعني ذلك أن إسرائيل تتوقع أن يتم إطلاق سراح ثلاثة محتجزين يوم السبت، وعلى مدار الأيام التالية سيتم الإفراج عن الباقين.
وبعد دقائق من بيان نتنياهو، خاطب وزير المالية، بتسلئيل سموتريش، نتنياهو ، وقال "أخبر حماس أن اللعبة انتهت، إما أن يفرجوا عن المختطفين أو نفتح عليهم أبواب الجحيم. هذا يعني لا كهرباء، لا ماء، لا وقود، لا مساعدات إنسانية. هناك فقط نار وكبريت من طائراتنا ومدافعنا ودباباتنا ومقاتلينا".
وأضاف سموتريش أنه بعد بيان حماس، حان الوقت لتطبيق السيادة على القطاع "لأن هذه هي الثمن الذي يفهمه عدونا".
ولكن بعد أقل من ساعة من تهديد سموتريش، تم نشر بيان آخر من "مصدر إسرائيلي رفيع"، قال فيه إن "رئيس الوزراء نتنياهو والكابينيت يتمسكون ببيان الرئيس الأمريكي ترامب بشأن الإفراج عن المختطفين. أي أن جميعهم يجب أن يخرجوا يوم السبت".
وكان بيان "المصدر الرفيع" قد صدر من مكتب رئيس الوزراء دون أن يتم نسبه إليه، وبالتالي، رغم الرسائل الغامضة، لا توجد حتى الآن دعوة صريحة علنية من جانب نتنياهو لإطلاق سراح "جميع المحتجزين" يوم السبت المقبل، ويبدو أن إسرائيل تترك المجال لاستمرار تنفيذ اتفاق الصفقة المتفق عليها.
بدورها، لم تتراجع حركة حماس عن موقفها بشأن تعليق تسليم المختطفين في ظل الانتهاكات الاسرائيلية، وفي بيان رسمي صدر مساء أمس، قالت حماس إنها "ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار الذي التزم به الاحتلال، والذي تم برعاية وضمان الوسطاء مصر وقطر والولايات المتحدة".
وأكدت حماس أن "إسرائيل هي التي لم تلتزم بتعهداتها، وبالتالي هي تتحمل المسؤولية عن أي تعقيدات أو تأخير".
هذا ومن المتوقع اليوم عقد تقييم للأوضاع الأمنية عقب الأحداث الأخيرة، فيما ذكرت مصادر مطلعة أن الضغط على نتنياهو يتزايد بعد المهلة التي وضعها ترامب.
First published: 08:26, 12.02.25