أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم (الأحد)، أن 73 شاحنة فقط دخلت القطاع، في حين لم تعادل عمليات الإنزال الجوي الثلاث التي شهدتها غزة مجتمعة حمولة شاحنتين من المساعدات.
وأكد أن معظم ما دخل من مساعدات "تم نهبه تحت أنظار الاحتلال"، مشددا على أن ما يجري "مسرحية هزلية يتواطأ فيها المجتمع الدولي عبر وعود زائفة ومعلومات مضللة"، وأن الحل الجذري يتمثل في فتح المعابر وإدخال الغذاء وحليب الأطفال بشكل فوري، محذرا من اتساع رقعة المجاعة التي وصفها بأنها "تزداد خطورة وتوحشا".
من جانبه، اعتبر خليل الحية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة، أن عمليات الإنزال الجوي "ليست إلا دعاية للتغطية على جريمة الإبادة"، مؤكدا أنه "لا معنى لاستمرار المفاوضات تحت الحصار والإبادة والتجويع، وإدخال الغذاء والدواء فورا وبطريقة كريمة لشعبنا هو التعبير الجدي عن جدوى استمرار المفاوضات".
وقال الحية إن الحركة تجاوبت مع الوسطاء وحققت تقدما واضحا في جولة المفاوضات الأخيرة بشأن ملفات الانسحاب والأسرى والمساعدات، لافتا إلى أنها "فوجئت بانسحاب الاحتلال تساوقا مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف"، واصفا ذلك بأنه "خطوة مكشوفة لحرق الوقت والمزيد من الإبادة".
ودعا الدول العربية والإسلامية إلى قطع العلاقات مع إسرائيل، وحث الشعوب على الزحف نحو فلسطين وحصار السفارات وتفعيل المقاطعة، مناشدا مصر والأردن بشكل خاص التحرك لكسر الحصار وإيصال الغذاء والدواء لأهالي غزة، قائلا: "أما آن الأوان لتتحرك الأمة عمليا؟".
لماذا عدّلت إسرائيل سياسة إدخال المساعدات؟
في غضون ذلك، قررت إسرائيل تعديل سياستها بشأن المساعدات الإنسانية في قطاع غزة تحت ضغط أميركي، وفق ما كشفته هيئة البث الإسرائيلية، مساء اليوم.
وأشارت هيئة البث إلى أن النقاشات التي سبقت القرار خلصت إلى أن إسرائيل بحاجة ماسة في هذه المرحلة إلى شرعية داخل الولايات المتحدة، وسط انتقادات متزايدة من الحزب الحاكم هناك.
وأثار القرار بتمكين "هدنات إنسانية" داخل القطاع انتقادات من أوساط أمنية إسرائيلية، التي اعتبرت الخطوة "إضعافاً لأوراق الضغط" في المفاوضات حول صفقة التبادل، فيما بررت إسرائيل هذه الوقفات بأنها استجابة لمطالب الأمم المتحدة التي أكدت عجزها عن العمل بفعالية في مناطق القتال.
وأتاحت السلطات الاسرائيلية خلال الأيام الماضية تدفق المساعدات الغذائية إلى القطاع عبر معبري كرم أبو سالم وزيكيم، كما أقرت هدنة يومية لمدة 10 ساعات في مناطق مكتظة بالسكان داخل مدينة غزة ودير البلح ومنطقة المواصي. كما وافقت على عمليات إنزال جوي نفذها الجيش الإسرائيلي بالتنسيق مع الأردن والإمارات، في خطوة غير مسبوقة منذ بدء الحرب.
يأتي هذا التغيير بعد نحو 660 يوماً من الحرب وفشل عملية "مركبات جدعون" في تحقيق اختراق حاسم ضد حركة حماس أو في ملف المختطفين، فيما تخضع إسرائيل لضغط دولي متزايد مع تصاعد الانتقادات بشأن الأوضاع الإنسانية في غزة.